يحدث خلل أداء التكامل الحسّي أو المعروف بـ"اضطراب المعالجة الحسّية" عندما يواجه الأطفال صعوبات في تلقي المعلومات وتنظيمها وتحليلها والاستجابة لها من خلال حواسّهم. قد تكون حساسية الأطفال تجاه المعلومات التي تتلقاها حواسّهم إمّا مُفرطة للغاية أو قليلة أو الإثنين معًا، الأمر الذي يُؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على قدرتهم التعلّمية وعلى حياتهم اليومية عمومًا.
لفهم ما هو خلل أداء التكامل الحسّي، علينا أولًا أن نُدرك مفهوم التكامل الاندماج الحسّي الذي يقوم على الآتي:
إنّ التكامل الحسّي، المعروف كذلك بالاندماج الحسّي، هو عملية تسجيل وتفسير المعلومات الحسّية التي تحيط بنا، بما فيها تلك التي يقدّمها جسمنا. بمعنى آخر، هو طريقة تلقي الدماغ للمعلومات الحسيّة وتفسيره واستجابته لها من أجل التصرّف بشكلٍ عمليٍ وعلى نحوٍ مناسبٍ. يؤدي التكامل الحسّي إلى التنظيم الحسّي وتحقيق توازن في طاقة الطفل ومشاعره وقدرته على الانتباه بهدف الوصول إلى حالة الهدوء والوعي المناسبة ليكون أداؤه أفضل ما يكون.
يحدث خلل أداء التكامل الحسّي عندما لا يتم تحليل المعلومات أو دمجها بشكلٍ صحيحٍ، الأمر الذي يؤثر على قدرة الطفل على القيام بنشاطاته اليومية.
ما هي علامات وجود خلل أداء التكامل الحسّي؟
ثمّة علامات تُلاحظ عادة لدى الطفل تدّل على وجود هذا الخلل، فإذا كان الطفل:
إذا أظهر طفلكِ أيًّا من العوارض المذكورة أعلاه، يجب عليكِ استشارة طبيب أو اختصاصي معالجة وظيفية.
في حال تبيّن أنّ طفلك لديه مشاكل تكاملية حسّية، تذكّري أنّكِ وطفلكِ لستما بمفردكما. تشير دراسة أُجريت في العام 2009 إلى أنّ طفلاً من بين كل ستة أطفال لديه مشاكل حسّية من شأنها أن تؤثر على قيامه بنشاطاته اليومية وعلى مهاراته التعلّمية. تجدر الإشارة إلى أنّه في حين غالبًا ما تظهر المشاكل التكاملية الحسّية عند الأطفال المصابين بالتوحّد إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ الأطفال الذين لا يعانون من التوحّد لن تظهر لديهم هذه المشاكل كذلك.
كيف يساعد العلاج الإنشغالي؟
يُقيّم اختصاصي المعالجة الوظيفية بيانات الطفل ومهاراته الحسّية لتحديد المؤثرات التي يعاني حساسية تجاهها. عقِب ذلك، يعمل مع الطفل وعائلته على تطوير آليات التكيّف الملائمة ووضع خطط العلاج.
كذلك، تُناقَش التغييرات الممكن إجراؤها مع الأستاذ المسؤول عن طفلك لمساعدته على الشعور براحةٍ أكثر وعلى زيادة تركيزه في الصف.
أما في ما يتعلّق بالأسلوب العلاجي المُتّبع، فعادة ما يعتمد هؤلاء الاختصاصيون أسلوب دمج حسّي قائم على اللعب لتأمين بيئة آمنة للطفل يختبر فيها مؤثرات متنوّعة. تتضمّن النشاطات الحسّية العلاجية اللعب الحسّي والتأرجح والتسلّق والتنظيف العلاجي والقفز واللعب بالمياه والتعرّض لأنواع أقمشة وأسطح متنوّعة بالإضافة إلى اجتياز مضمار العوائق.