تُعتبر الكتابة باليد مهمّة معقدّة تتطلّب العديد من القدرات، منها التنسيق البصري وقوة الجسد وامتلاك المهارات الحركية الدقيقة وقوة اليد وغيرها الكثير. إذا أُهملت مهارة الكتابة باليد ولم تُطوّر، قد تصبح مشكلة للطفل في مرحلة التعلّم لاحقًا. إنّ الطفل الذي يعاني مشاكل في الكتابة باليد قد يشعر بعد وقت قصير بالإحباط ويفقد حماسه أو حتى يُبدي اعتراضه على القيام بالوظائف الكتابية. إلّا أنّ التحرّك المُسبق لمواجهة هذه الصعوبات يضمن المعالجة السريعة لها ويقلّل من إمكانية تفاقمها في المدرسة.
كيف تعلم أنّ طفلك يواجه صعوبات في الكتابة باليد؟
تتضمّن الصعوبات الشائعة التي قد يواجهها طفلك خلال الكتابة باليد الآتي:
جميع هذه الإشارات تدلّ على أنّ طفلك لديه صعوبات في الكتابة باليد.
ما هي أسباب ضعف القدرة على الكتابة باليد؟
ثمّة الكثير من العوامل المختلفة التي تُسبّب للطفل مشاكل في الكتابة باليد. على سبيل المثال، يجب أن يُنسّق الطفل بين عينيه ويديه وذراعيه ووضعية جسده وطريقة إمساكه للقلم وتشكيل الحرف حتى يكتب بشكلٍ واضحٍ. إذا كان الطفل يواجه مشكلة في أحد هذه الأمور أو أكثر، فذلك قد يؤثّر على قدرته على الكتابة بيده.
يختلف السبب الرئيسي الكامن وراء هذه المشكلات من طفلٍ لآخر. فمثلًا، يريد الطفل إنهاء واجبه المدرسي لكنّ المشكلة تكون فقط مشكلة انتباهٍ وبطء. قد يواجه الطفل صعوبة في الكتابة بيده لأنّ مهاراته الحركية - النظرية غير مُطوّرة كفاية (أي معالجة ما يراه ومن ثم نسخه على الورقة أمامه). كما أنّه قد يعاني ضعفًا في قوة اليد أو القدرة على الإمساك، ممّا يجعل من الصعب عليه حمل القلم بطريقة صحيحة أو الكتابة لفترة طويلة، أو أنّ لديه مشاكل في وضعية جسده. غير أنّ أطفالًا آخرين قد تظهر لديهم مشاكل أكثر خطورة.
كيف يساعد اختصاصي العلاج الوظيفي على تطوير كتابة الطفل بيده؟
على الرغم من التطوّر التكنولوجي الذي نشهده اليوم، إلّا أنّ الكتابة باليد ما تزال مهارة رئيسية لا يمكن الاستغناء عنها. يساعد التعرّف المُبكّر على الصعوبات على تصحيحها والحؤول دون تفاقمها أو تطورّها لتصبح عادة سيئة. لكن لا يجدر بنا أن ننسى أنّ الكتابة الجيّدة باليد تحتاج الكثير من الوقت والتمرين.
يـفقيّم اختصاصي العلاج الوظيفي جوانب متعدّدة بما فيها المهارات الحركية الكبرى والدقيقة مثل وضعية الجسد وقوّته وقوة اليد والقدرة على الإمساك، بالإضافة إلى المهارات المعرفية والبصرية مثل الانتباه البصري والتركيز ودمج المهارات الكبرى والإدراك البصري. بناء على نتائج هذا التقييم، يضع اختصاصي العلاج الوظيفي خطة علاج خاصة بحالة طفلك، تعمل على معالجة المشاكل التي يعاني منها ودعمه في تخطي الحواجز وتطوير مهاراته وتقوية عضلاته وتعليمه كيفيّة تشكيل الأحرف بالطريقة الصحيحة. كما يقدّم اختصاصي العلاج الوظيفي جلسات علاج منفردة مصمّمة خصيصًا لِتلبيّ احتياجات طفلك.