"اللي بيضربك، اضربه. ما بدّي ولدي يطلع ضعيف"
نحن نعيش في مجتمعٍ يؤمن بأنّنا إذا لم نستجب للعنف بالمثل فهذا يعني أنّنا ضعفاء. لكن هذا هو عكس الواقع تمامًا. من أجل بناء أجيال تنعم بسلامٍ، علينا أن نؤمن بأنّ من يضرب ويتنمّر هو إنسان ضعيف وأنّ الشخص الذي يستجيب لأي تصرّف عدواني بالمثل هو إنسان ضعيف أيضًا.
نحن بحاجة إلى تعليم الأطفال أنّ العنف هو ليس الحل، بل الرّد بالمثل سيؤدي حتمًا إلى تفاقم المشكلة. إذا صدم شخص ما سيارتي، فلا يمكنني أن أصدم سيارته بالمقابل، بل ألجأ إلى القانون لتحصيل حقي.
إذا علّمنا طفلنا الرّد بعنفٍ، فإنّنا لا نأخذ في الاعتبار أنّ المتنمّر قد يكون أقوى جسديًا منه، وهذا قد ينتهي بأذى جسديٍ كبيرٍ على طفلنا. كيف سيشعر الطفل بعد ذلك؟
عندما يبدأ التصارع بالأيدي، ثمة احتمال ألّا "يربح" أحد وأن يحاول المتنمّر ضرب الطفل في وقت لاحق بما أنّه أصبح يعلم أنّ طفلي لن يهزمه.
إنّ دفع الأطفال إلى ضرب الشخص الذي ضربهم سيجعلهم يتعلّمون أنّ:
قد يؤدي الردّ بعدوانية إلى تصعيد العنف وبالتالي إحداث إصابات خطيرة، كما أنّه يخلق مشاعر الاستياء والكراهية بين الطرفين. ضرب الأشخاص الذين بادروا بذلك لا يُعتبر دفاعًا عن النفس، بل إنّه انتقام.
إذا كان أحدهم على وشك ضرب الطفل: فعلّم الطفل الوقوف بثباتٍ وشموخٍ والنظر في عين ذلك الشخص مباشرة وإظهار الشجاعة أثناء قول "لا، لا يُسمح لك بلمسي" بنبرةٍ جادةٍ للغاية ومع رفع اصبعه.
إذا قام شخص ما بضرب الطفل بالفعل:علّم الطفل الدفاع عن نفسه من خلال حماية جسده من التعرّض للضرب ودفع الطفل الآخر بعيدًا بقوةٍ وقول "لا، ليس مسموحًا لك أن تلمسني" بنبرةٍ جادةٍ مع رفع اصبعه. ثم طلب المساعدة من الأستاذ أو أي شخص بالغ.
تحتاج هذه المهارات إلى ممارسة وتمرين تمامًا مثل القراءة والكتابة، لذا مارس هذه الأساليب بانتظام مع طفلك في المنزل.