منذ ولادته، يتعلّم الطفل مهاراتٍ جديدة ويكتسبها بشكلٍ سريعٍ، لكنّه بحاجة كذلك إلى الثقة ليتمكّن من تطبيقها. إنّ التمتّع بالثقة يجعلنا أكثر استعدادًا لمواجهة الحياة وتجاربها. عند التحلّي بالثقة، يمكننا التواصل بشكلٍ أفضل مع الأشخاص والتعامل مع الفرص الممنوحة لنا.
إنّ الثقة والشجاعة مهارتان مُكتسبتان، أي يتمّ تعلّمهما وتطبيقهما. نستعرض في ما يلي بعض الخطوات التي ينبغي على الآباء أخذها بعين الاعتبار عند محاولة تربية طفلٍ واثقٍ من نفسه:
1. عدم تنبيه الطفل وتحذيره طوال الوقت، فالخوف شعورٌ طبيعي وأساسي ومن شأنه أن يُحسّسنا بالأمان. لكنّه سرعان ما يتحوّل إلى مشكلةٍ فقط عندما يُصبح أوّل ردة فعل يُبديها الآباء. إنّ الإستمرار بتحذير الطفل وتذكيره بالأمور التي قد تُؤذيه يدلّ على أنّ الطفل غير قادرٍ على أن يكون مُستقلًا. كما يعلّمه ذلك عدم إمكانيته على الاهتمام بسلامته ممّا يؤثّر بشكلٍ مؤكّدٍ على طريقة تفكيره وثقته بنفسه عندما يَكبر.
2. تشجيع الطفل على اللّعب الخطير هو إحدى طرق التربية التي تُعلّم الطفل تقييم المخاطر والشعور بالرضى المتأخّر والقدرة على التحمّل. تؤدي جميع هذه المهارات إلى تطوير الطفل من ثقته بنفسه كما يتعزّز اكتساب الطفل لها عند ممارسته هذا النوع من اللّعب في الهواء الطلق والخروج من منطقة الراحة والأمان.
3. البقاء بعيدًا: يجب مَنح الطفل حرية التمتّع بمساحته الشخصية. إنّ الاستماع لهموم الطفل ونجاحاته وإخفاقاته ومشاعره يُعلّمه أنّه شخص مستقلّ ولديه شؤونه الخاصة. كما أنّ إعطاء الطفل حرية التعبير يجعله يشارك جميع الأمور التي يمرّ بها، مهمّة كانت أم بسيطة، بدَل كتمانها وعدم الإفصاح عنها وهو ما يؤدي إلى حدوث نتائج عكسيةٍ غير مرغوب فيها. إنّ تقبّل الطفل وشخصيته يمنحانه الفرصة لأن يصبح الشخص الذي يتمنّاه وهو أمرٌ بالغ الأهمية، لا سيّما في أيامنا هذه. فالمجتمع يجب أن يكون أكثر انفتاحًا ويشجّع الولد والرجل على حد سواء على البكاء والتحدّث عن مشاعرهم من دون الخوف من حُكم الآخرين عليهم. كذلك الأمر بالنسبة للفتاة، فهي بحاجة إلى التعبير عن مشاعرها والتكلّم وإسماع صوتها من دون التقليل من شأنها وجعلها تشعر بالدونية وأنّها أقلّ أهمية من الجنس الآخر، بل على العكس، ينبغي أن تتعزّز لديها الثقة لأنّها تتمتع بالموهبة والذكاء على حدّ سواء.
4. استبدال أساليب العقاب والعقاب الجسدي بالاستماع المُتعاطف والذي من شأنه أن يُعزّز الثقة بالنفس عند الطفل. إذ إنّ قلّة الثقة بالنفس ترتبط ارتباطًا وثيقًا بما يُمارسه الآباء من عقاب جسدي وكبتٍ لمشاعر الحب والحنان.
كن أنت واثقًا من نفسك.