يُعتبر قدوم أخٍ أو أختٍ جديد إلى العائلة نقطة تحوّل في حياة الطفل. ففي نهاية الأمر، اعتاد هذا الطفل على تلقي اهتمام الأهل بالكامل دون تقاسُمه مع أحد. قد تُشكّل مسألة التأقلم مع فردٍ جديدٍ في العائلة تحديًا لبعض الأطفال، بينما يتقبّلها البعض الآخر في البداية على الأقل.
من الطبيعي حدوث الغيرة بين الأشقاء وتُعرف بما يُسمّى"التنافس الأخويّ". تبدأ مع ولادة الطفل الثاني في العائلة، وقد تستمرّ حتى يُصبح الأطفال في عُمر المراهقة أو حتى في عمرٍ أكبر.
يتكيّف بعض الأطفال سريعًا وبشكلٍ إيجابيّ وفعال مع فكرة أن يُصبح لديهم شقيقًا جديدًا. من جهة ثانية، يشعر أشقاءٌ آخرون أنّهم فقدوا مكانهم في العائلة وباتوا يَعتبرون الشقيق الجديد بمثابة منافسٍ ومزاحمٍ لهم على حبّ الآباء وانتباههم. يُعزّز هذا الأمر مشاعر الغيرة التي كثيرًا ما نشاهدها بين الأطفال.
ثمة أخطاءٌ عديدةٌ يرتكبها الآباء عن غير قصدٍ والتي من شأنها أن تُؤجّج المنافسة بين الأطفال. فعلى سبيل المثال، قد يعمَد الآباء، من دون إدراك الخطأ الذي يقترفونه، إلى إعطاء اهتمام مبالغ فيه للطفل الأكبر بعد ولادة الطفل الثاني والتساهل في تطبيق القواعد والتغاضي عن تخطي الحدود الموضوعة وكسر بعض القواعد بالإضافة إلى توكيل الطفل الكبير بمَهامٍ لمساعدة الآباء في الاهتمام بالطفل الأصغر وإجراء مقارنة إيجابية وإخبار الطفل الأكبر أنّه أقوى وأفضل وأجمل وما إلى ذلك.
كيف نتجنّب مشاعر الغيرة؟
- الشرح للطفل كيف ستصبح الحياة مع وجود طفلٍ جديدٍ وما هي الأمور التي ستتغيّر ضمن العائلة وتلك التي ستبقى على حالها.
- التحدث عن مميّزات حديث الولادة وما هي الأمور التي يقوم بها مثل النوم لفترات طويلة والبكاء عند شعوره بالجوع وتغيير الحفّاظات وعن عدم قدرته على التحدث أو تناول الطعام وحده بالإضافة إلى قدرته المحدودة على التحرّك واللّعب.
- جلب بعض الصور التي تُظهر الطفل الأكبر وهو يرضع أو يخطو خطواته الأولى أو يحمله جَدّيه.
- قراءة قصصٍ تتناول مسألة الأخوّة وقدوم طفلٍ جديدٍ إلى العائلة.
- جعل الطفل يشارككِ في التغييرات التي تحدث خلال فترة الحمل. مثلًا، اسمحي له بتحسّس بطنكِ ووضع يدهِ عليه لكي يشعر بالجنين ويستمع إليه واشرحي له أين يوجد، كما دعيه يرى صور الموجات فوق الصوتية.
- جعل الطفل يساعدكِ في التحضير لغرفة حديث الولادة والزينة للاحتفال بقدومه.
- إجراء تعديلات على روتين طفلكِ اليومي قبل موعد الولادة بثلاثة أشهرٍ. على سبيل المثال، انقلي الطفل إلى غرفته الجديدة أو سريره الجديد (إذا دعت الحاجة) وتجنّبي قول إنّ هذه التغييرات هي بسبب قدوم حديث الولادة.
- عدم مقارنة الطفل بالأطفال الآخرين. لا مجال للمقارنة بين الشمس والقمر، فكلّ منهما يتألق ويشعّ عندما يحين الوقت المناسب!
- عدم معاقبة الطفل على قيامه بأيّ تصرف كان، لا سيّما إذا كان ناجمًا عن الشعور بالغيرة.
هذه بعض النصائح التي ستساعدكِ على تخطي هذه المرحلة الدقيقة، لكننا نوصي دائمًا بحضور جلساتٍ تحضيريةٍ فرديةٍ التي من شأنها أن تعلّمكِ الآتي:
- الأخطاء التي ينبغي عليكِ تجنّبها خلال هذه الفترة.
- مراحل التقبّل التي سيَمرّ بها طفلكِ وكيفيّة التعامل مع كل مرحلة منها.
- كيفيّة التعامل مع أيّ محاولةٍ من طفلكِ لإيذاء حديث الولادة.
- الاستراتيجية الكاملة التي تحتاجين اعتمادها للتقليل بشكل جذريّ من خطر مواجهة تنافسٍ بين الأشقاء في المستقبل وبناء علاقةٍ وثيقةٍ بين أطفالكِ.