باتت وسائل التواصل الإجتماعي تُشكّل المِحور الأساسي لحياة كلّ فردٍ منا. لقد أصبحت المقياس الجديد لتقييم مدى تواصل الشخص وبقائه على اطّلاع بما يجري حوله في العالم. نعتمد عليها لدرجة أصبحت المصدر الأساسي للتعلّم والبحث والحصول على المعلومات. تُظهر دراسة أُجريت في العام 2020، أنّ الفرد يقضي معدّل ساعتين و24 دقيقة يوميًا وهو يتصفّح مواقع التواصل الإجتماعي.
تستخدم الأمّ مواقع التواصل الإجتماعي لمعرفة المزيد حول مسائل تتعلّق بطفلها ومراحل ن الأساسية والبحث عن مجموعات دعم ومتابعة أخبار المؤثرين والكثير غيرها. قد تتكبّد الأم على المدى الطويل التَبِعات السلبية لاعتمادها الكلّي على مواقع التواصل الإجتماعي باعتبارها المصدر الأساسي للتواصل والحصول على الدّعم.
تأثيرات مواقع التواصل الإجتماعي هي الآتية:
1. تُهدّد بفقدان الشعور بالدّعم الإجتماعي عند الانتقال إلى مرحلة الأمومة. فقد تَنعدِم مشاعر الأم بسبب كثرة تصفّحها مواقع التواصل الإجتماعي ومقارنة حياتها بحياة الأمهات الأخريات، لا سيّما إذا كانت تعيش بعيدًا عن أفراد عائلتها وأصدقائها.
2. تسعى الأم إلى ايجاد شخص تتحدث إليه وتتشارك وإيّاه التجارب ذاتها. قد لا يكون العثور على هذا الشخص أمرًا متاحًا عبر وسائل التواصل الإجتماعي، لذلك قد تفشل الأم في محاولتها التواصل مع الآخرين.
3. تعمل العديد من الأمهات على الحصول على معلومات تتعلّق بنموّ الطفل وأساليب التربية والرّضاعة والمشاكل الصحية التي تتعرّض لها. من خلال الحصول على أجوبة لهذه الأسئلة، تتأكد الأم أنّ ثمّة العديد من الأمهات اللواتي يتساءلن مثلها ويسعَين للحصول على الإجابات.
4. أصدرت دراسة تقريرًا تشير فيه إلى ارتفاعٍ ملحوظٍ في مستوى التوتر لدى الأم التي تستمر بتصفّح موقع فايسبوك لتفقدّ التعليقات وعدد الإعجاب الذي حصلت عليه عند عرضها محتوى أو منشورًا ما.
5. أدّى الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الإجتماعي إلى تقليل الثقة بالنفس وتعزيز الشعور بالغيرة. فثقة الأم بنفسها تتأثر بشكل سلبيّ للغاية بسبب اعتمادها على مواقع التواصل الإجتماعي كمصدرٍ للحصول على المعلومات.
6. أظهرت دراسة أُجريت في كندا أنّ نسبة 53% من الأمّهات لاحظنَ أنّ الأمومة ليست كما تبدو على منصّات مواقع التواصل الإجتماعي، الأمر الذي أثّر بشكل سلبيّ على تجربة الامومة التي عِشنها وعلى طريقة تعاملهنّ مع الطفل بشكل عام.
7. تخلق وسائل التواصل الإجتماعي شعورًا بعدم الأمان لناحية الشكل الخارجي. فالأم التي لم تخسر الوزن الذي كسِبته خلال فترة الحمل يُسبّب لها الألم لأنها ببساطة تشعر أنها لا ترتقي لمستوى الأمهات في المجتمع.
8. إنّ الأم التي تتصفّح مواقع التواصل الإجتماعي بكثرة لا تتمتّع بصحة نفسية جيدة عندما تشاهد منشورات تستعرض لحظاتٍ تعيشها أمّ أخرى. إنّ الأم التي اختارت عرض فقط اللحظات المثالية من حياتها غير المثالية، تستهدف بشكل سلبيّ الصحة النفسية للأم الجديدة التي تحاول استجماع نفسها والحفاظ على سلامتها النفسية.
تربط وسائل التواصل الإجتماعي عمومًا بين الناس وتُقرّب المسافات بينهم، كما جعلت حياة العديد من الناس أسهل. من جهة ثانية، ثمة عناصر مُضرّة في وسائل التواصل الإجتماعي من شأنها التأثير سلبًا على الآباء عمومًا وعلى الأمهات خصوصًا. من الجيد أن تستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، فذلك لديه جوانب إيجابية وسلبية على حدّ سواء. لكن إذا كنتِ ستصبحين أمًّا للمرة الأولى، ينبغي عليكِ التقليل من تصفّح مواقع التواصل الإجتماعي لا سيّما مباشرة بعد فترة الولادة، لأن التقلّب في مستوى الهرمونات قد يجعل حالتكِ أسوأ وتصبح المرحلة التي تمرّين بها أصعب بأشواط.