تُعتبر إدارة الوقت بحكمة أمرًا أساسيًا لإنجاز المهام في الوقت المحدد والحفاظ على هدوئك وصحتك النفسية. في الوقت الحاضر، تشكّل إدارة الوقت مصدر قلقٍ كبيرٍ للأمّهات. فبين إدارة أنشطة الأطفال والمسؤوليات المنزلية ورعاية الأسرة والحفاظ على نظافة المنزل وترتيبه، تتخلّى معظم الأمّهات عن فكرة تخصيص وقت لأنفسهنّ. قد تبدو محاولة التوفيق بين جميع هذه المهام مستحيلة. نقدّم في ما يلي خطوات عملية لمساعدة الأمّهات العاملات على تنظيم حياتهنّ اليومية وزيادة مستوى الإنتاجية.
1- حدّدي الأمور التي تتسبّب بتضييع وقتك
هل تعتقدين أنّكِ قادرة على التركيز وإدارة وقتكِ كما تودّين لأنكِ أمّ خارقة؟ مع الأسف، قد يكون ذلك صعبًا عليكِ بعض الشيء. فإذا كان هاتفك يُشتّت انتباهكِ على الدوام، سيستحيل عليكِ إنجاز أي مهمّة. ومع محاولتكِ إنهاء بعض الأعمال وسط مكتبٍ مزدحمٍ يستمرّ فيه الأشخاص بالقدوم للتحدث معكِ، فدعيني أخبركِ أنّ إنتاجيتكِ ستكون شبه معدومة. لذلك عليكِ أولًا تحديد الأمور التي تُشتّت انتباهك وتجنّبها بقدر المستطاع. فمثلًا، اضبطي هاتفك على خاصية وضع الطيران أو الصامت أو ضعيه في غرفة مجاورةا. ثانيًا، انتقلي إلى مكانٍ أكثر هدوءًا تستطيعين فيه التركيز على المهمّة التي عليك إنجازها. تُعتبر التكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي الأسباب الرئيسية وراء فشل العديد من الأمّهات في استغلال وقتهنّ جيدًا بسبب تصفّحهنّ المستمرّ لهذه المنصات كلّ قليل. إذا قمتِ بتحديد الوقت الذي تودين تخصيصه لتصفّح هذه المنصات والهدف من وراء ذلك ستتمكنين من تحقيق استفادة كبرى من وقتكِ.
2- استغلي أوقات الفراغ بذكاء
جميعنا يمتلك بعض أوقات الفراغ خلال اليوم، والتي عادة ما نتناول هواتفنا ونتصفّح تطبيقات وسائل التواصل الإجتماعي بدون وعي. قد تكون هذه الأوقات في غرف الانتظار، أو عند انتظارنا لاستلام غرض ما، أو بانتظار سماع صوت انتهاء المايكرويف أو غليان الماء في القدر، أو الوقوف في الصف أمام المتجر أو أي وقت قصير من يومك يمرّ من دون أي فائدة تُذكر. حسنًا ماذا لو جعلنا هذه الأوقات مفيدة لنا وتعلّمنا كيف نستغلّها جيدًا بدل أن تضيع سُدًى؟ هل فكرتِ مثلًا أنّه بإمكانك خلال هذه الأوقات قراءة كتاب وإرسال كلمات تشجيع أو رسائل نصيّة للأصدقاء وطيّ الملابس وتدوين بعض الأفكار السريعة التي تخطر على ذهنكِ لحلّ التحديات التي تواجهكِ في العمل والعديد من الأمور الأخرى.
3- اجعلي كل ما ترينه منظمًا ومرتبًا
إنّ عدم قدرتكِ على تنظيم وترتيب الأشياء من حولكِ يولّد لديكِ شعورًا بالإرباك ويُفقدكِ القدرة على إدارة وقتكِ كما يلزم. لهذا، استعيني بوسائل التنظيم المتوفرة أينما كان في أيامنا هذه مثل الرزنامة ودفاتر لوضع الخطط الأسبوعية أو الشهرية والأجندات والمفكّرات الشخصية لتساعدكِ على إدارة أمورك. لن تتخيّلي السعادة التي ستغمركِ عندما تقومين بشطب الأعمال التي أنجزتها على مدار اليوم أو الأسبوع. ستمنحكِ وسائل التنظيم هذه شعورًا بتحقيق إنجاز كبير.
4- حدّدي مهلة زمنية للمهام التي ستنجزينها
ينصّ قانون باركنسون على "أنّ العمل يستمرّ حتى يُأخذ الوقت اللازم لإتمامه". فإذا أعطيتِ نفسكِ مدة أسبوعين لكتابة مقالة، فقد تمضي هذه المدة وتنجزين المقالة لكن في حال قمتِ بالمماطلة ولم يتبقَ أمامك سوى بضع ساعات، لإنجازها فستتمكنين بطريقة ما من كتابتها خلال هذه المدة الزمنية القصيرة. إذا قمتِ بتقليص المدة الزمنية التي تمنحينها لنفسكِ لإنجاز مهمّة ما، ستتمكنين من إنجاز العديد من المهام الأخرى. فأيّ منا قادر على طيّ حمل من الغسيل على مهل خلال ساعة وهو يشاهد برنامجًا تلفزيونيًا أو يمكنه أن يصبّ تركيزه عليه وإنهائه خلال خمس دقائق. إذا كنتِ تريدين إنجاز مهام أكثر، حدّدي لنفسك مدة زمنية وأجبري نفسكِ على التقيّد بها.
5- حدّدي أولوياتكِ وضعي أهدافًا قابلة للتحقيق
لتجنّب الإلهاء والمماطلة، تحتاجين إلى تحديد أولوياتك وأهدافك من أجل الحفاظ على تركيزك وبالتالي إدارة وقتكِ بشكلٍ فعالٍ. ففي كلّ مرة تقومين بالتركيز على إنجاز مهمة واحدة، تكونين قد منحتِ نفسكِ فرصة الحفاظ على زخمك وسرعتك لإتمام ما تريدين من دون أي إخفاق أو تشتيت لذهنكِ. اتّبعي المنهج الثنائي الذي تعتمده مصفوفة "أيزنهاور" لتحديد أولوياتك، فهو ينصحكِ بتصنيفها استنادًا إلى عاملي الضرورة والأهمية. كلّ ما عليكِ فعله هو تحديد ما إذا كانت المهمة:
6- استخدمي جهاز توقيت
يعدّ جهاز التوقيت من الوسائل التي لن تستطيعي العيش بدونها بعد استخدامك لها، فهو يزيد من إنتاجيّتك ويساعدكِ على الالتزام بمهامك، ويضمن تركيزكِ على تنفيذ المهمّة التي بين يديكِ، ويحافظ على انضباطكِ ويجنّبكِ أي شكل من أشكال الإلهاء وتشتيت الذهن.
7- استريحي بعد إنجاز مهمّتكِ
إنّ التركيز على أمرٍ معيّنٍ ولمدة طويلة أمر غير مجدٍ ومن شأنه أن يستنزف قواكِ. إذا أردتِ إنجاز المهمّة التي بين يديكِ من دون الشعور بالخمول أو الملل، عليك أخذ قسط من الراحة. فمثلًا قومي ببعض حركات التمدّد، أو تناولي فنجانًا من القهوة، أو خذي استراحة قصيرة أو حتى تحدثي مع أحد أصدقائك، فذلك يُعدّل من مزاجكِ وينشّط عقلكِ.
8- ضعي خططًا مسبقة
خططي مسبقاً لليوم التالي. فقبل خلودكِ للنوم، تأكدي من كتابة قائمة بالمهام الأساسية التي عليكِ إنجازها. وبهذه الطريقة تبدئين يومكِ مع علمكِ المسبق بالمهام التي ستنجزينها خلاله.
9- قومي بإعداد كل شيء قبل يوم
إنّ تحضير وجبات الغداء ليتناولها أطفالكِ في المدرسة وإعداد الطعام وتجهيز حقائب المدرسة جميعها أمور يمكن إتمامها في الليلة السابقة. بهذه الطريقة، توفرين وقتًا إضافيًا في الصباح يمكنكِ استغلاله لإنجاز أعمال منزلية لم يتسنَّ لكِ القيام بها سابقًا.
10- أوكلي المهام لغيركِ
هل أوكل المهام لأفراد أسرتي؟ نعم، فهو حلّ بديل ومنطقي عليكِ اللجوء إليه بين الحين والآخر لأنّكِ بذلك تمنحين أطفالك فرصة اكتساب بعض المهارات المستقلّة منها مثلًا تحضير الفطور وغسل الفاكهة ووضع الخضروات في مكانها وتحديد الطعام الذي يريدون تناوله على الغداء في اليوم التالي. إنّ توكيل أطفالكِ القيام بهذه المهام من شأنه أن يعلّمهم تحمّل المسؤولية والشعور بالاستقلالية، كما سيريحكِ من تضييع وقتكِ على إتمامها ويمنحكِ المجال لإنجاز ما هو أهم.
11- تعلّمي متى تقولين "لا"
هل تريدين نصيحة بسيطة وسهلة تساعدكِ في تنظيم وقتكِ كما تودّين؟ حسنًا أجيبي بـ"كلا، لا أستطيع" عندما يطلب منِك أحدهم القيام بأمر ما. نعلم أنّه ليس بالأمر السهل، لكن من الضروري أن تحدّدي الأشياء التي تأتي في سلّم أولوياتك عندما تجيبين بـ"كلا" على الطلبات غير الضرورية.
12- خصصي يومًا للقيام بـ"لا شيء"
المعادلة بسيطة فقط اطلبي طعامًا من الخارج وارتدي البيجاما طوال اليوم ولا تقومي بأي أعمال تنظيف أو ترتيب في المنزل. تقبلّي فكرة وجود أيام لا حاجة فيها لإنجاز أي أمر وهذا جزء من التمتّع بحياة صحية أكثر.
13- كوني مرنة
على الرغم من أنّ التخطيط المسبق لليوم أو الأسبوع يُعتبر طريقة مثالية لتحقيق أهداف تنظيم الوقت لكن قد يحدث أمر ما ويتغيّر المخطط. توقعي حدوث ما هو غير متوقع، فعليكِ أحيانًا تعديل البرنامج ليتلاءم مع هذه التغيّرات المفاجئة، مثل إصابة طفلكِ بالمرض أو حدوث ثقب في إطار السيارة أو أن تجدي نفسكِ عالقة في زحمة سير.
14- لا تسعي للكمال
لا يجب أن يغيب عن بالكِ أنّه على قدر ما تتمتعين به من ميزات رائعة وفريدة من نوعها، إلا أنّكِ لن تصبحي كاملة ولن تقومي بأي أمرٍ بشكل مثالي. تقبّلي أن تكون الأمور كما يلزم لكي تكوني جيّدة بما فيه الكفاية، فغالبية الأشياء يمكن تعديلها وتحديثها في المستقبل لكي تصبح ملائمة أكثر. توقفي عن تقييد نفسكِ في محاولة سعيكِ لأن يكون كل شيء كاملًا وتقبلي فكرة أنّ هذا أقصى ما يمكنكِ تحقيقه في الوقت الحاضر.
15- إلتزمي ببرنامج العناية الذاتيّة الخاص بك
تميل المرأة خلال التعامل مع الواجبات الملقاة على عاتقها كزوجة وأمّ إلى نسيانها مسألة الاعتناء بنفسها. يتوجب عليكِ كأمّ أن تضيفي بند العناية بالذات إلى برنامجكِ. فهذا من شأنه أن يساعدكِ في الحفاظ على صحتكِ الاجتماعية والعاطفية والنفسية. كيف تهتمين بنفسك؟ تناولي طعامًا صحيًا ومارسي الرياضة وقومي بالتسوّق والتقي بأصدقائكِ. إنّ تخصيصكِ وقتًا للاعتناء بنفسكِ لمدة 30 دقيقة إلى ساعة يوميًا سيعود عليكِ بالفائدة على المدى الطويل.