يعيش معظم الأطفال في أيّامنا هذه حياة صحيّة أكثر بفضل تقدّم الطب، الأمر الذي أتاح للآباء عيش حياة أقلّ قلقًا وخوفًا من أمراض الطفولة المُعدية. تُعدّ التطعيمات إحدى قصص نجاح الطب الحديث.
لا تعتبر الحصبة مرضًا خفيفًا مثلها مثل السّعال الديكي أو التهاب السحايا بالمُستَدمِية النَزْلية أو الفيروس العجلي. ولذلك، دفعت هذه الأمراض الآباء إلى التواصل مع طبيبهم في منتصف الليل قلقين والهرع إلى قسم الطوارئ وقضاء أيامٍ في رعاية طفل أنهكه المرض. أمّا الآن، أصبح من الممكن تجنّب هذه المعاناة بجميع أشكالها من خلال اللقاحات.
تقتضي مسؤولية أطباء الأطفال بأن يقدّموا للآباء أفضل النصائح المُثبتة علميًا حول أطفالهم، في حين ينبغي على الآباء القيام بكلّ ما في وسعهم لمنع إصابة أطفالهم بالمرض.
إنَّ التطعيم وسيلة آمنة وفعّالة للوقاية من الأمراض المُعدية الخطيرة وإنقاذ حياة الناس. في وقتنا الحاضر، باتت اللُقاحات متوفّرة للحماية ممّا لا يقلّ عن 14 مرضًا مميتًا مثل الدفتيريا أو الخانوق والكزاز والسّعال الديكي والإنفلونزا والحصبة وشلل الأطفال والتهاب سنجابية النُخاع. تُنقذ هذه اللقاحات معًا حياة ما يصل إلى 3 ملايين شخصٍ كلّ عام.
تُقلّل اللّقاحات من مخاطر الإصابة بالمرض من خلال العمل مع الدفاعات الطبيعية للجسم على بناء الحماية. عندما يتلقى الطفل لقاحًا، يستجيب جهاز المناعة من خلال:
لذلك يعتبر اللُقاح وسيلة آمنة وذكية لإنتاج استجابة مناعية في الجسم من دون التَسبب بالمرض.
تُعطى معظم اللقاحات عن طريق الحقن وبعضها الآخر عن طريق الفم. عندما نقوم بتطعيم أطفالنا فإننا بذلك لا نحميهم هم فقط بل نحمي الأشخاص المحيطين بهم على حدّ سواء؛ لذلك يُعتبر التطعيم مسألة صحية عامة تتعدّى كونها ممارسة شخصية.
من المهمّ جدًا أن ندرك أنّه لا وجود لخَيار "بديل" عن التطعيم. إنّ التأخر في تلقي اللقاحات لن يتسبّب سوى في تعريض الأطفال أكثر لخطر الإصابة بالمرض ومعاناتهم منه لمدة أطول. كما أنّه لا يجعل اللقاحات أكثر أمانًا. إذا كان الآباء يبحثون عن توفير الحماية الصحية القصوى والمثلى لأطفالهم فلا يوجد خيار أمامهم سوى اللقاحات.