لا يأخذ كثير من الآباء موضوع التجاويف في أسنان أطفالهم الصغار على مَحمل الجدّ ولا يولونه أهمية لأنّ باعتقادهم أنّ الطفل سيفقدها في وقتٍ لاحقٍ. في الواقع، هذا اعتقادٌ خاطئٌ، لأنّ وجود تسوّس في أسنان الطفل قد يؤثّر سلبًا على نموّ الأسنان الدائمة لديه وعلى سلامته وصحّته بشكلٍ عام.
إذًا كيف نعتني بصحة أسنان الطفل؟
تكون البداية مع اعتماد روتين عنايةٍ للأسنان يتضمّن تنظيفها بشكلٍ يوميٍ بالفرشاة والخيط للحفاظ على صحة ونظافة الفم، وهذا ما يُسمّى بـ"العناية المنزلية بالأسنان". قد يُعتبر تطبيق هذا الروتين اليومي أمرًا صعبًا لا سيّما مع الأطفال الصغار، لذلك يمكن الاستعانة ببعض الاقتراحات التي من شأنها تحفيز الطفل على الاهتمام بأسنانه، منها اتّباع روتين تنظيف الأسنان بالفرشاة بحيث تقومان سويّة بتنظيف أسنانكما في الوقت عينه أو شراء فرشاة أسنان تحمل رسومات الشخصيات الكرتونية المُفضّلة لديه أو اختيار معجون أسنان بالطعم المُفضّل لديه بهدف منحه تجربة ممتعة.
من جهة ثانية، يمكن وضع خطة لروتين فحص الأسنان (مرّة كل ستة أشهر أو أقل). إنّ زيارة الطفل لطبيب أسنان في سنّ مُبكّرة يجعل تعاونه أكثر سهولة وسلاسة خلال تطبيق الطبيب الإجراءات الوقائية والعلاجية مثل استخدام الفلورايد أو مواد سدّ فجوات الأسنان والحشوات وتصوير الأسنان بالأشعة السّينية أو حتى اقتلاع الأسنان عند الضرورة.
ما هي المعلومات التي يجب عليك معرفتها لجعل طفلك متعاونًا للحفاظ على أسنانٍ صحية؟
نستعرض في ما يلي بعض النصائح والحِيل:
1.كوني مثالًا يُحتذى به:
نُعتبر نحن الآباء من خلال تصرفاتنا مرآة لأطفالنا، فعاداتنا اليومية تصبح روتينهم اليومي كذلك.
2.ابحثي عن فرشاة أسنان ومعجون أسنان تجذب انتباهه:
اختاري فرشاة أسنان تحمل رسوم شخصياتٍ معروفة عند الصغار ومعجون أسنان عليه صور البطل الخارق أو الأميرة المُفضّلة لديه لتشجيعه على تنظيف أسنانه.
3.استعيني بقصصٍ تعليمية حول صحة الفم:
تُعتبر الصور والفيديوهات مفيدة وواضحة بأشواط أكثر من الكلمات. إنّ قراءة الكتيّبات أو مشاهدة أفلام متحرّكة تحكي قصصًا عن الأسنان تساعد على تعرّف الطفل على أهمية العناية بالأسنان.
4.ماذا يأكل طفلك؟
الطعام ثمّ الطعام ثمّ الطعام!!! هذا هو السلاح السرّي وراء التمتّع بأسنان ولثّة صحية. لذلك اتّبعي هذه القواعد: أولًا، تناول وجبة خفيفة واحدة بعد الغداء وثانيًا، تجنّب تناول السكاكر اللّزجة التي تلتصق بالأسنان وثالثًا، الفواكه هي البديل الصحّي للكثير من الأطعمة المّضرّة التي يشتهيها الطفل. ملاحظة أخيرة لا يجب إغفالها أنّ المشروبات الغازية ممنوعة ويُسمح بتناول نصف كأس من العصير الطبيعي في اليوم ولا ننسى شرب كميات كبيرة من الماء.
تذكري دائمًا أنّ الوجبات الصحيّة هي تلك التي تحتوي على الخضار والبروتينات والكالسيوم.
إنّ تناول السكريات بكميات معقولة والتشجيع على اتّباع روتين دوري لتنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط وبالتأكيد التعاون مع طبيب أسنان اختصاصي للأطفال جميعها أمور من شأنها أن تمنح الطفل أسنانًا صحية ونظيفة.