جميعنا مررنا بأوقاتٍ لم يكن كلامنا أو نطقنا للكلمات واضحًا؛ فعندما نكون متعبين أو غاضبين أو متحمّسين قد نقوم بتكرار الكلمات أو حتى نُعيد جملاً كاملة خلال حديثنا. هذا ما يسمّى عدم الطلاقة في الكلام.
إنّ التلعثم (التأتأة) أحد أكثر اضطرابات عدم الطلاقة في الكلام شيوعًابحيث يُعتبر الأشخاص الذين يتلعثمون أكثر ميلاً للاختبار عدم الطلاقة بمختلف أشكالها.
ثمة ثلاثة أنواع من التلعثم، ألا وهي:
التلعثم النمائي:
يُعتبر التلعثم النمائي أكثر أنواع التلعثم شيوعًا ويعاني منه الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات أي وهم في طور اكتساب مهارات النطق واللغات. يعتقد بعض العلماء والأطباء أنّالتلعثم النمائي يحدث عندما تعجز قدرات الطفل اللغوية والكلامية عن تلبية حاجاته اللفظية. يتمكّن غالبية الأطفال من تخطي هذا الاضطراب دون تدخّلٍ طبيٍ إلا أنّه من الأفضل استشارة معالج نطق لتقديم التوصيات والإرشادات اللازمة لتخطي هذه المرحلة. في حال استمرت حالة التلعثم لأكثر من ستة أشهر، عندها يجب أن يعرض الآباء أطفالهم على معالج نطق.
التلعثم العصبي:
قد يحدث التلعثم العصبي إثر التعرّض لضربة أو صدمة في الرأس أو أي نوع آخر من إصابات الدماغ.
التلعثم النفسي:
كان الاعتقاد السائد قديمًا بأنّ التلعثم بجميع أشكاله يعود إلى أسباب نفسية ناجمة عن التعرّض لصدمةٍ نفسيةٍ لكننا اليوم بتنا نعلم بأنّ التلعثم المتعلّق بعوامل نفسية نادر الحدوث.
من المهمّ جداُ معالجة حالة التلعثم في سنّ مُبكّرة، إذ يزداد خطر تعرّض الأطفال للتنمّر من قبل رفاقهم في حال استمرت معاناتهم من التلعثم خلال مراحل مُتقدّمةمن طفولتهم؛ بالإضافة إلى ذلك، قد يُعاملهم الناس في محيطهم بطريقةٍ سلبيةٍ مثل رفاقهم وأقرانهم وأفراد العائلة والأساتذة وحتى الراشدين. في هذه الحالات قد يلجأ الطفل إلى القيام بتصرفات لتجنّب التلعثم مثل التراجع عن قول ما يريد قوله أو تجنّب المواقف التي يُجبر فيها على التكلّم في المدرسة والتوقف عن استعمال كلمات معيّنة. إذا لم تتم معالجة هذه الحالة قد ينتهي المطاف بالراشدين الذين يعانون من التلعثم إلى تجنّب التقدّم بطلبٍ لوظائف أو حتى الإقدام على أي التزامات شخصية تحتاج إلى متطلّبات لفظية.