لعلّ أكثر ما يُحيّر الآباء خلال فترة الحمل أو حتى بعد الولادة هو معرفة متى يكون الطفل جائعًا. عادةً ما يعطينا المواليد الجدد إشاراتٍ مُبكّرة ومتقدّمة ومتأخرة لإخبارنا أنّهم جائعون.
إشارات مُبكّرة - يقصد المولود الجديد القول "أمي، أبي، أنا جائع!". يفتح فمه ويتقلّب ويدير رأسه بحثًا عن الثدي.
إشارات متقدّمة - يقصد المولود الجديد القول "أمي، أبي، أنا أتضوّر جوعاً!". سيبدأ الطفل في التمدّد ويزيد من حركته الجسدية ومن ثم يمصّ يده.
إشارات متأخرة - يقصد المولود الجديد القول، "أمي، أبي، لقد فات الأوان. يرجى تهدئتي ثم إطعامي!". في هذه المرحلة يبدأ المولود الجديد عادة في البكاء، ويتحوّل لون بشرته إلى اللون الأحمر وتزيد غالبًا وتيرة حركاته الجسدية. من الضروري تهدئته أولًا ومن ثم إطعامه.
يعطينا المواليد الجدد علامات وإشارات، وعادة ما يكون البكاء آخرها! فلا تنتظري حتى يبدأ طفلك بالبكاء. احرصي بعد الولادة على بقاءك إلى جانبه قدر المستطاع وراقبي إشارات الجوع التي يستخدمها للتواصل معك. عندما تلتقطين الإشارات المُبكّرة والمتقدّمة، تكون الرضاعة الطبيعية أسهل لكِ ولمولودك الجديد.
أمّا أنتم أيّها الآباء، إذا لم تكن الأمّ قريبة من الطفل، فراقبوا هذه الإشارات واطلبوا منها أن تأتي وتُرضعه سواء أكان بدأ في البحث عن الثدي (إشارة مُبكّرة) أو في مصّ يده (إشارة متقدّمة).
في بعض الأحيان، إذا كان المولود الجديد يرضع بعد أن كان وصل إلى مرحلة مُتقدّمة من الجوع وأعطى إشارات متأخرة (مثل البكاء)، عندها سيلجأ في المستقبل إلى البكاء مباشرة عند شعوره بالجوع من دون إعطاء أي إشارات مُبكّرة أم نشطة. فكوني متنبّهة لذلك! إذا أتوكِ بطفلك وهو يبكي، احمليه ودعي جسده يحتكّ بجسدك مباشرة وهزّيه بهدوء وغنّي له أو تحدّثي معه؛ بعبارة أخرى، قومي بتهدئة طفلك ومن ثم أرضعيه. عندما يحين موعد إرضاع طفلكِ احرصي أن تكونا هادئين لتكون تجربة لطيفة لكليكما.