تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات موثوقة أخرى بأن تستمرّ الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة ستة أشهر. بعد ذلك، يمكن البدء بإضافة الأطعمة الصلبة كمصدرٍ ثانٍ للغذاء لطفلكِ مع استمرارك طبعًا بالرضاعة الطبيعية لمدة لا تقلّ عن عام، بحسب رغبة الطفل والأم. عندما تقرّرين التوقف عن الرضاعة الطبيعية، تأكدي أولًا من أنّ هذه رغبتك حقًا. أمّا إذا كنت متردّدة حيال ذلك، فسينعكس هذا الشعور على طفلك ويجعله مرتبكًا. 

تواصلي دائمًا مع أحد اختصاصيي الرضاعة الطبيعية للتأكد من أنّ هذا هو ما تريدينه حقًا وأنّك لا تتوقفين فقط لأسباب يمكن حلّها بمساعدة الخبراء. فبعدما عشتِ أنتِ وطفلكِ تجربة يملؤها الدفء والحب، سيكون أحيانًا من الصعب التخلّي عنها والانتقال إلى المرحلة التالية. فكّري في الأمر جيدًا، وإذا كنت متأكدة من قراركِ، فطفلكِ سيفهم ذلك بكلّ وضوح.

إذا قررتِ فطام طفلكِ، فعليكِ القيام بذلك تدريجيًا. إذا اتخذتِ قراركِ فجأة، فمن المحتمل أن تعاني من احتقان في الثدي مما يسبّب لكِ ألمًا، وقد تصابين بالتهاب في الثدي يُعرف بالتهاب الضرع. تذكري ذلك جيدًا واطلبي المساعدة من اختصاصي رضاعة طبيعية.

 إليك خطة فطام سليمة لاعتمادها عندما تقرّرين إنهاء رحلتك:

أسبوع الفطام الأوّل

• نبدأ عادة بإلغاء جلسة رضاعة واحدة (أو نستغني عن شفط الحليب لمرة واحدة) أسبوعيًا.
• إذا كنت تشعرين بالاحتقان بسبب تقليص عدد مرات الشفط، قومي بإخراج القليل من الحليب من ثدييك حتى لا تشعري بالألم وبالتالي تتفادين إصابتكِ بالتهاب الضرع. لا تشفطي كمية كبيرة من الحليب تعادل الكمية التي تُشبع طفلكِ واكتفي بكمية قليلة للتخفيف من الاحتقان. 
• يومًا بعد يوم، ستشعرين أنّكِ لم تعودي بحاجة حتى إلى شفط كمية الحليب القليلة هذه من ثدييك.

أسبوع الفطام الثاني 

• في هذه المرحلة ستلغين جلسة رضاعة ثانية (أو ما يُعادل شفط الحليب لمرة واحدة).
• وكذلك الأمر، إذا شعرت بالاحتقان بسبب تقليص عدد جلسات الرضاعة، اشفطي القليل من الحليب من ثدييك، ويومًا بعد يوم، لن تشعري بالحاجة للقيام بذلك.

أسبوع الفطام الثالث

• خلال هذا الأسبوع ستلغين جلسة رضاعة ثالثة (أو ما يُعادل شفط الحليب لمرة واحدة)، وتستمرين بذلك إلى أن تُلغي جميع جلسات الرضاعة أو شفط الحليب.

إليك مثالًا على ذلك:

إذا كنت ترضعين طفلك أو تشفطين الحليب كلّ 3 ساعات خلال اليوم (7 صباحًا، 10 صباحًا، 1 ظهرًا، 4 مساءً، 7 مساءً، 10 مساءً، 1 فجرًا، ثم 7 صباحًا في اليوم الثاني)، فكلّ ما عليكِ فعله هو الآتي:

إذا كنت ترضعين طفلكِ 7 مراتٍ في اليوم، ستحتاجين إلى 7 أسابيع لتنتهي من فطام طفلكِ بشكلٍ كاملٍ (وإذا كنتِ ترضعينه 5 مرات في اليوم، ستحتاجين إلى 5 أسابيع وهكذا دواليك...). تذكري أنّه كلّما زاد الطلب على الرضاعة (تحفيز الثدي)، كلّما زاد العرض أي درّ الثدي للحليب. لذلك مع بدء الفطام، كلّما قلّلتِ من التحفيز، أسبوعًا تلو الآخر، كلّما سيلتقط جسمك ببطء الإشارة  لدرّ كمية أقل من الحليب، وبالتالي سيقلّ مخزون الحليب لديكِ تدريجيًا.

تُعتبر هذه الطريقة  سلسة وسهلة لمساعدة طفلكِ على الانتقال إلى مصدر تغذية آخر وتقليل درّ الحليب لديكِ. ثمة بعض الأمهات اللواتي يرغبن بالاستمرار في إرضاع أطفالهنّ لمرة واحدة في اليوم وغالبًا ما تكون في وقت نوم الطفل، قد تودّين القيام بذلك والخيار يعود لكِ لاختيار ما يناسبكِ أنتِ وطفلكِ!

هذه بعض النصائح التي تقدّمها La Leche League International:

• حاولي أولًا استبدال جلسة الرضاعة الأقل تفضيلًا لدى طفلك. إذا كان طفلكِ يرفض تناول زجاجة الحليب منك ِ(فهو يعرف أنّ الثدي موجود بقربه)، احرصي على تواجد شخص يحبّه طفلكِ  قادر على جعله يتقبّل تناول زجاجة الحليب. كما يفضّل عدم تواجدكِ في الغرفة أو المنزل ذاته مع طفلكِ حتى لا يتمكّن من شمّ  رائحتكِ أو الشعور بوجودكِ.
• غيّري روتينك اليومي، فبدلاً من التوجّه إلى المنزل بعد اصطحاب طفلكِ من الحضانة، اقصدي مكانًا آخر. حاولي تجنّب "منطقة الرضاعة" في منزلكِ خلال الأوقات التي تقومين عادة بإرضاع طفلكِ.
• إذا كان الطفل يرضع عادة فور استيقاظه، حاولي الاستيقاظ قبله واطلبي من شريككِ أو أي شخص آخر القيام  بمراحل الروتين الصباحي جميعها.
•  استبِقي مواعيد رضاعة طفلكِ واعرضي عليه بدائل وأمورًا تشتّت ذهنه وتلهيه عن الرضاعة. حاولي تقديم وجبة خفيفة له أو تحضير مشروب يتناوله في ذلك الوقت. يمكنكِ كذلك اصطحابه إلى مكانه المفضل في موعد الرضاعة المعتاد أو القيام سوية بنشاط معيّن مثل: القراءة، ركوب الدراجة، شراء لعبة جديدة أو المشي/الغناء.
• يمكنك التعويض عن الشعور الذي تمنحه إياه الرضاعة لا سيّما في الليل أو في وقت القيلولة من خلال وضعه في حضنكِ، ومعانقته وغناء بعض الأغاني له فذلك يساعده كثيرًا على الشعور بقربكِ منه. 

ينبغي عليكِ كأمّ أن تعلمي أنّه من الضروري جدًا مناقشة خطة الفطام التي حددتها لطفلكِ مع اختصاصي رضاعة طبيعية قبل البدء بتطبيقها لتفادي حصول مضاعفات بغنى عنها أنتِ وطفلكِ.